الأحد، 29 سبتمبر 2013
أيها
النيلوفر بلا وزن ولا قافية
مختارات من الشعر التركي الحديث
تقديم
وترجمة : محمد آيت لعميم
(المغرب)
إن
التصنيف الذي وضعه الجاحظ في القرن الثالث الهجري للضائع لدى الأمم, وخص فيه العرب
وحدهم بصناعة الشعر أصبح اليوم مجالا للشك خاصة وأن الترجمة في اللحظة
الراهنة كشفت لنا أن الأمم حتى المهمشة, منها تشعر وأحيانا تشعر بعمق.
لقد عملت الترجمة اليوم على كشف شعوب وقارات شعرية, وكشفت لنا أشكالا من التعبير الشعري لم تألفها الذائقة الشعرية العربية القديمة, ولقد عمل هذا الشعر المنقول عن لغات العالم دورا أساسيا في فتح مسالك جديدة أمام الشعراء العرب المحدثين والمعاصرين والراهنين.
هناك عوامل عديدة وراء هذا الانفتاح على التجارب التي ظلت مهمشة وغير معروفة لدينا; أبرزها نضوب منابع الشعر في المراكز الثقافية في الغرب الراهن. وظهور شعوب كانت مطمورة ومغيبة لأسباب سياسية. فبعد التحولات التي عرفها العالم في العقد الأخير طغت على الساحة مجموعة من الاثنيات. وقد كان من الضروري التشوق لآداب هذه الشعوب ومعرفة طرق التعبير لديها. هذا ما يفسر لنا اهتمام مجموعة من المجلات والدوريات والإصدارات بترجمة آداب هذه الأمم ونقله إما من لغته أو من لغات أخرى ترجم إليها, وكما لا يخفى فقد انفتح الغرب على هذه الثقافات منذ القرن 18 19 إما لأسباب سياسية- استعمارية أو ثقافية. وقد ترجم الى الانجليزية والفرنسية آداب كثيرة لشعوب الشرق.
أيضا ظهرت رغبة لدى الشعراء في التفاعل والتقارب والتعارف, والبحث عن سبل لعولمة الشعر من خلال بعض اللقاءات والمهرجانات في فرنسا وسويسرا والغرب ناهيك عن ان الثورة المعلوماتية لعبت دورا كبيرا في كسر الحواجز بين الأمم في طرق تداول الشعر, وان ظلت بعض اللغات عائقا فان المسألة محتاجة فقط لبعض الوقت لتجد حلولا مجدية.
في هذا السياق بدا لي أن أساهم ولو بقسط ضئيل في نقل مجموعة من التجارب الشعرية لدى الشعراء الأتراك المحدثين.
ومن عجائب الاتفاق ان الشاعر العربي الكبير ((امرؤ القيس)) قد قضى نحبه في تركيا ودفن بأنقرة لما كان راجعا من عند ملك الروم حين استجار به ليثأر لأبيه. ويروى انه مات بحلة مسمومة قرحت جلده أهداه إياها ملك الروم. وأيضا فالشاعر الصوفي الكبير جلال الدين الرومي المشهور بمثنوياته هو الآخر قضى نحبه بهذه الأرض.
إن أرضا تضم في ترابها شاعرين من هذا العيار جدير بها ان تنبت شعراء كبارا, وقد فعلت, فهي اليوم تعرف بشاعرها الثائر ناظم حكمت الذي الهم مجموعة من الشعراء الذين اختاروا درب الالتزام والنضال والدفاع عن الحق.
ويبقى ناظم حكمت الشجرة الوارفة الظلال التي تخفي الغابة, فقد نبت الى جانبه مجموعة من الأصوات الشعرية التي انفتحت هي الأخرى على التراث الشعري برموزه وأساطيره وعلى تجارب الشعراء في الشرق والغرب.
وسيجد القارئ في تجارب الشعراء الذين اخترناهم من بين مجموعة شعراء نكهة شعرية مختلفة وتجريبا شعريا يتسم بالجرأة والمصداقية.
إن القواسم المشتركة بين هذه النصوص الشعرية هي نزعتها النثرية وتقشفها الجمالي وابتعادها عن الدسامة التي تضر بالجوهر الشعري وتصيب النص بالترهل, أيضا هناك نوع من التعفف والتنحي عن الإغراق في الغنائية.
إنها نصوص عارية إلا من عمقها وبساطتها التي تقبض على تحولات الكائن وعلى لا نهائية أحاسيسه; إنها نصوص تقصد مباشرة ما تريد البوح به, وتقربنا من شعراء اختاروا البساطة والعمق في تناول الوجود, هذا الوجود الذي كلما أردنا القبض عليه بلغة القواميس المهجورة أو الهذيان اللغوي أو البلاغة المستهلكة إلا وتوارى بالحجاب.
لقد عملت الترجمة اليوم على كشف شعوب وقارات شعرية, وكشفت لنا أشكالا من التعبير الشعري لم تألفها الذائقة الشعرية العربية القديمة, ولقد عمل هذا الشعر المنقول عن لغات العالم دورا أساسيا في فتح مسالك جديدة أمام الشعراء العرب المحدثين والمعاصرين والراهنين.
هناك عوامل عديدة وراء هذا الانفتاح على التجارب التي ظلت مهمشة وغير معروفة لدينا; أبرزها نضوب منابع الشعر في المراكز الثقافية في الغرب الراهن. وظهور شعوب كانت مطمورة ومغيبة لأسباب سياسية. فبعد التحولات التي عرفها العالم في العقد الأخير طغت على الساحة مجموعة من الاثنيات. وقد كان من الضروري التشوق لآداب هذه الشعوب ومعرفة طرق التعبير لديها. هذا ما يفسر لنا اهتمام مجموعة من المجلات والدوريات والإصدارات بترجمة آداب هذه الأمم ونقله إما من لغته أو من لغات أخرى ترجم إليها, وكما لا يخفى فقد انفتح الغرب على هذه الثقافات منذ القرن 18 19 إما لأسباب سياسية- استعمارية أو ثقافية. وقد ترجم الى الانجليزية والفرنسية آداب كثيرة لشعوب الشرق.
أيضا ظهرت رغبة لدى الشعراء في التفاعل والتقارب والتعارف, والبحث عن سبل لعولمة الشعر من خلال بعض اللقاءات والمهرجانات في فرنسا وسويسرا والغرب ناهيك عن ان الثورة المعلوماتية لعبت دورا كبيرا في كسر الحواجز بين الأمم في طرق تداول الشعر, وان ظلت بعض اللغات عائقا فان المسألة محتاجة فقط لبعض الوقت لتجد حلولا مجدية.
في هذا السياق بدا لي أن أساهم ولو بقسط ضئيل في نقل مجموعة من التجارب الشعرية لدى الشعراء الأتراك المحدثين.
ومن عجائب الاتفاق ان الشاعر العربي الكبير ((امرؤ القيس)) قد قضى نحبه في تركيا ودفن بأنقرة لما كان راجعا من عند ملك الروم حين استجار به ليثأر لأبيه. ويروى انه مات بحلة مسمومة قرحت جلده أهداه إياها ملك الروم. وأيضا فالشاعر الصوفي الكبير جلال الدين الرومي المشهور بمثنوياته هو الآخر قضى نحبه بهذه الأرض.
إن أرضا تضم في ترابها شاعرين من هذا العيار جدير بها ان تنبت شعراء كبارا, وقد فعلت, فهي اليوم تعرف بشاعرها الثائر ناظم حكمت الذي الهم مجموعة من الشعراء الذين اختاروا درب الالتزام والنضال والدفاع عن الحق.
ويبقى ناظم حكمت الشجرة الوارفة الظلال التي تخفي الغابة, فقد نبت الى جانبه مجموعة من الأصوات الشعرية التي انفتحت هي الأخرى على التراث الشعري برموزه وأساطيره وعلى تجارب الشعراء في الشرق والغرب.
وسيجد القارئ في تجارب الشعراء الذين اخترناهم من بين مجموعة شعراء نكهة شعرية مختلفة وتجريبا شعريا يتسم بالجرأة والمصداقية.
إن القواسم المشتركة بين هذه النصوص الشعرية هي نزعتها النثرية وتقشفها الجمالي وابتعادها عن الدسامة التي تضر بالجوهر الشعري وتصيب النص بالترهل, أيضا هناك نوع من التعفف والتنحي عن الإغراق في الغنائية.
إنها نصوص عارية إلا من عمقها وبساطتها التي تقبض على تحولات الكائن وعلى لا نهائية أحاسيسه; إنها نصوص تقصد مباشرة ما تريد البوح به, وتقربنا من شعراء اختاروا البساطة والعمق في تناول الوجود, هذا الوجود الذي كلما أردنا القبض عليه بلغة القواميس المهجورة أو الهذيان اللغوي أو البلاغة المستهلكة إلا وتوارى بالحجاب.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(Atom)
الصفحات
- اتصل بنا (1)
- الصفحة الرئيسية (1)
- ترجمة (1)
- دراسات نقدية (1)
- صور شخصية (1)
- من انا (1)
- مواقع صديقة (1)
- يوتيوب (2)
الزيارات
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2013
(8)
-
▼
سبتمبر
(8)
- دار المأمون تعقد مؤتمرها الدولي الثالث للترجمة بحض...
- حديث الصدى / حوار مع الدكتور محمد ايت لعميم
- قصص ادواردو بيرتي <!--[endif]--> إعد...
- تراجيديا الضياع بين تسلط الأب و فقدان الأم
- قصيدة النثر العربية: إيقاع المعنى وذكاء العبارة ...
- أيها النيلوفر بلا وزن ولا قافية مختارات من الشع...
- المرأة السفينة وهي لحنا مينه: اصداء لـ زوربا و ...
- أقرأ كتابا لكاتب إسباني فأستغرب عدم ت...
-
▼
سبتمبر
(8)
0 التعليقات:
إرسال تعليق